التعايش في الكائنات الحية التعايش symbiosis هو تبادل المنفعة بين كائنين. تتنوع أنماط التعايش بتنوع الكائنات الحية فهنالك التعايش بين الجراثيم والنبات، والتعايش بين نبات ونبات، كالتعايش بين الطحالب والفطريات كما في الأشن[ر]، والتعايش بين الحيوان والنبات، والتعايش بين الحيوان والحيوان، والتعايش بين الجراثيم والحيوان. التعايش بين الجراثيم والنبات تعد نباتات الفصيلة القرنية من أبرز أمثلة التعايش بين الجراثيم والنبات. فقد دلت الدراسات التجريبية على تعايش أكثر من 90٪ من أنواع الفصيلة القرنية المدروسة مع الجراثيم المثبتة للآزوت الهوائي، ويشمل هذا الرقم 200 نبات زراعي. يتمثل هذا النمط من التعايش بتكوين عقيدات جذرية غنية بالجراثيم المسماة ريزوبيوم ليغومينوزارم Rhzobium leguminosarum المتعايشة مع جذور الفول والحمص والعدس. تأخذ العقيدات الجذرية أشكالا مختلفة: منها الضخم الكبير المتكون على الجذر الرئيس كما في الترمس، ومنها الصغير المستدير كما في الحمص، وثالث أشكال العقيدات الجذرية المتطاول كما في النفل، ورابعها المشطور والمتكون غالباً على الجذور الثانوية كما في الفول. تبدو الجراثيم المثبتة للآزوت في المقاطع العرضية للعقيدات الجذرية آخذة شكل X أوY ومشبعة بأصبغة حمراء تدعى ليغيموغلوبين leghemoglobine. كما توجد في العقيدات نسج وعائية تصل العقيدات بالحزم الوعائية اللحائية الجذرية التعايش بين نباتين يخضوريين يتمثل التعايش بين نباتين يخضوريين بتعايش الطحالب الزرقاء المثبتة للنتروجين مع عدد من النباتات اليخضورية، فالكبدية Peleia تتعايش مع النوستوك، والأزولة Azolla تتعايش مع الأنابينا الأزولية Anaboena azolae، وعريانات البذور والسيكاس تتعايش مع الأنابينا السيكاسية A.cycadae، ومغلفات البذور تتعايش مع النوستوك كما في أنواع الفصيلة الآسية. التعايش بين الحيوان والنبات يتمثل التعايش بين الحيوان والنبات في عدد من الأنواع الحيوانية المائية أمثال وحيدات الخلايا الحيوانية والاسفنجيات ومعائيات الجوف التي تضم بين مكوناتها متضمنات نباتية خضراء أو صفراء أوبنية تصنف مع الطحالب من زمرتي الطحالب الصفراء الحيوانية والطحالب الخضراء الحيوانية التي تتوضع في السيتوبلاسما مكونة أحد المتضمنات الخلوية الأساسية. ويمكن فصل الحيوان عن النبات المتعايش معه بوضعه في محلول من أملاح معدنية خاصة، في الظلمة والبرودة، حيث يصاب الحيوان بالشحوب، ويتطلب التخلص من الطحالب المتعايشة مع بعض الحيوانات زمناً طويلاً، وتستطيع هذه الوحيدات الخلايا الحيوانية أن تستقبل بسرعة الإصابة بالطحلب المطلوب باسقباله السريع في الفجوات الهاضمة التي تعجز عصاراتها الهضمية أن تمسه بأذى، وهكذا تعبر الكلوريلاّ بيسر إلى السيتوبلاسما مستعملة CO2 الذي ينتجه الحيوان المستفيد من الأكسجين والنشاء والفيتامينات الناتجة عن عمليات التركيب اليخضوري. التعايش بين الحيوان والحيوان ومن نماذج التعايش الحيواني تعايش السرطان الناسك وشقائق البحر Adamsia palliata التي تفرز صفيحة غروية تحمي القوقعة التي يعيش فيها السرطان الناسك. وتتعايش الثدييات الكبيرة في السفانة أو السوانة المدارية مع العصافير التي تخلصها من كثير من الطفيليات التي تتغذى بها العصافير كالقراد والحشرات التي تعيش فوق جلد البقر. التعايش بين الحيوان والجراثيم ومن نماذج التعايش بين الحيوان والجراثيم الحيوانات العاشبات التي تؤوي في المعي الأعور البكتريات ملتهمات الأخشاب xylophage التي تقوم بتفكيك المركبات السللوزية. كما أن بعض يرقات الحشرات مزودة بحجيرة هضمية مملوءة بالجراثيم المفككة السللوز. ومن رأسيات الأرجل وأسماك الأعماق ما تتعايش مع جراثيم الإنار