زملائي الكرام ،،، لو أخذت من الشواطئ رمالها ومن البحار ماءها ومن الفضاءات هواءها ومن الأشجار أوراقها و جعلتها مدادا لقلمي لجعلت أكتب وأكتب لنفد المداد دون أن أصل إلى حقيقة مشاعري نحوكم وصدق إحساسي اتجاهكم ! وهيهات هيهات أن أصل فما بداخلي وجوانحي شعور وأحاسيس لا تستطيع أن تصفها اللسان والبنان والجنان! وكلماتي تتقاصر خجلا واستحياءا من قلمي الصغير ! قضيت معكم وبينكم أياما وسنوات كانت أحلى من الشهد وأجمل من الورد مضت كلمح البصر وانقضت كليلة القدر وهكذا هو دأب الايام الجميلة و هذه هي شأن اللحظات السعيدة لا تدوم طويلا فما تلبث أن تشتعل حتى تنطفأ ولا تكاد تثور حتى تخور ! وكما يقال دوام الحال من المحال فكأننا لم نجتمع إلا لنفترق وهذه هي سنة الحياة ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا لقضاءه مردا و تحويلا ! أتت بوادر الرحيل وأرى الاسى والحزن والأسف يعتريني ويأخذني كل مأخذ فكيف إذا دنى وقت الرحيل؟ كنتم خير الأخوة وخير الزملاء وخير الأصدقاء وخير الأصحاب وقضيت معكم وبين جنباتكم أعذب الأوقات وأحلاها وأجمل اللحظات وأصفاها ! إن انتقالي للعمل في مكان آخر لا يعني بحال قطع أوصال المحبة و الوصال ولا يعني رمي ذكرياتي معكم في غياهب الجب والنسيان فكيف أنساكم والنسيان يعداكم فلكم في مكتبة القلب رفا خاصا ولكم في الروح مرتبة سامقة ومكانة عالية وكما يقال من دخل الروح يوما سكن بها دوما !! أطلب منكم السماحة والمعذرة والعفو عن كل خطأ أو زلل ارتكبته بحقكم بكلمة أو فعل أو نظرة أو إيحاء ! مخلصكم دوما : ....................